حان موعد الرّواح بقلم ( الشاعر المختار السفاري)

حان موعد الرّواح بقلم ( الشاعر المختار السفاري)
لا من شىء يبقى على حاله إلّا و ياتي موعد فيه رواح
لا يدوم اللّيل في اليوم الواحد إلّا و يبان الصّباح
ما بالك عن حياة كائن يحيا عمرا كاملا
لمّا يذوق العذاب الموت تكون الدّواء ليرتاح
أمّي التّي حملتني في بطنها و أحسبها الحبّ كلّه مرضت
حنيني عليها جعلني أطلب لها المنيّة أحسست باللّوعة و الإنشراح
قلت وقتها يا ولتي كيف أعيش من غير أمّي
كانت لقلبي المفتاح
بعد أن كان مغلقا أصبح بابه مفتوحا على مصراعيه
يترقّب حنين آخر يعوّض ألّي راح
أتى الموعد
دخل القلب حبيبي أغلق الباب وراءه
طير حمام أبيض تحت جناحيه قنابل تقتل الأرواح
طائرة نفّافة قصفت كلّ كياني
لم تبقي شيئا فيه صلاح
حتّى الماء و الغذاء الّذي أتناوله لأعيش
حال أدخله في فمي أتطعّم الأملاح
ألعنك يا قلبي بدّلت حنان أمّي بأنثى مثلها
الأمّ تطعم الّبن الفوّاح
و الحبيبة إن قلّ مالك تكون لك ريحا صرصرا
تنفيك في سجن مقفل مظلم
تخرج منه إلّا بإذن منها
محمكوما عليك بالسّجن المؤبّد و أنت في حالة سراح
الشّرط أن تكتب لها كلّ ما عندك من أملاك
و إلّا تموت شهيدا على يدي قبّاضة الأرواح
متّي يا أمّي و تركتيني أذوق عذاب حنيني
لما لم تأخذي معك المفتاح
ليظلّ قلبي مقفلا لا أحد يدخله
تسكت نبضاته
أرواح الأحبّاء تتلاقى كلّ مساء و صباح
أطرد طائر الحمام من قلبي و أعطيه كلّ ماعندي
اخرج من سجني لتحضنني يا أمّي
حان موعد الرّواح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مَلِكٌ تَلَعْثَمَ(للشاعر يوسف الحمله)

(قصيدة أركان اﻹسلام الخمس من 110 بيتا من بحر الكامل ) للشاعر المبدع السيد الديداموني

أُمَمٌ عَلَى حَدِّ الكَفَاف (للشاعر يوسف الحمله) من مجزوء بحر الكامل