؛؛؛؛أغرب انماط الحب؛؛؛بقلم؛؛؛الشاعر.والاديب؛؛مصطفي ابو عرب


أغرب انماط الحب 
بلا شك هو النمط المنتشر الذي يمكن تسميته بالحب الافتراضي، أي الحب عبر الانترنت.. شخصان يتعارفان عبر الفايسبوك أو موقع مماثل أو عبر تطبيق هاتفي ما، ويتحدثان فتتطور علاقتهما إلى ما يتعامل معه أحدهما أو كلاهما باعتباره قصة حب، قد يحدث أن تتوج بلقاء على أرض الواقع وقد لا يحدث.. والغريب أن هناك حالات تنتهي بالزواج أحيانا ... 
لكن أغرب من ذلك أن يعقب انقضاء مثل هذه العلاقات انزعاج أو انكسار، كأن الأمر يتعلق بقصة حب حقيقية ذات أبعاد، لا مجرد اوهام قد تنتهى يوما بضغطة على الازرار .....

إن العلاقات الإنسانية - بما في ذلك علاقتنا بأنفسنا - لا تستمر في جانب منها إلا بسبب العسر الناجم عن إنهائها، لهذا يستمر معظمنا في التواصل مع أشخاص من محيطه يتمنى في سره هلاكهم،
أو كما يُنسب في الأثر للإمام (علي): "إنا لنصافح أكفا نرى قطعها"..
لهذه الاسباب يستمر المريض المعذب في البقاء حيا ويستمر الزوج التعيس متزوجا ويستمر الأب الفاقد لكل أمل في صلاح أبنائه في الإنفاق عليهم، ليس إلا أن البديل عسير جدا، ولأن من يتخلى عن شيء أو شخص متجذر في حياته لمجرد أنه لم يعد يطيقه لا بد أنه شجاع جدا أو أبله جدا.
في الانترنت يتم كل شيء بسهولة أكبر،
البدايات والنهايات والوصل والفصل والاهتمام والإهمال والانجذاب والنفور.. لا يوجد تجسد واقعي يمكن أن يصنع التزاما أخلاقيا مع الطرف الآخر ولا توجد أبعاد حقيقية ما دام التواصل الأساسي يتم عن طريق الفايسبوك أو ما شاكله.. إن هي إلا ضغطة زر وينتهي كل شيء بنفس السهولة التي بدأ بها، أو كما يقول الإنجليز .... ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مَلِكٌ تَلَعْثَمَ(للشاعر يوسف الحمله)

(قصيدة أركان اﻹسلام الخمس من 110 بيتا من بحر الكامل ) للشاعر المبدع السيد الديداموني

أُمَمٌ عَلَى حَدِّ الكَفَاف (للشاعر يوسف الحمله) من مجزوء بحر الكامل