مرار الجرح بقلم الشاعر محمد عبدالرحيم
مرار الجرح
..........
وعارف إن برضه
وعارف إن برضه
كتير ..
أحبك .. أو تحبيني
ورغم حقيقة نعرفها ..
بقربلك .. بتاخديني
وكل دقيقة بتعدي ..
بتحرق فيكي أو
فية
وبيننا إتنين ..
بيدونا حياتهم ..هوه ..
أوهية
..........
لاقونا ..وقت ما
قلوبنا
كانت تايهة ..
كانت بتدوب
بتنزف من مرار
الجرح ..
وتبكي م اللي
جرحونا
دابو لنا أمان ..
سقونا حنان
في ليل الحزن
بوجعهم ..
بيبكوا عشان
يادوب نضحك ..
ونجرحهم
ونخدعهم ..
ونيجي بقربنا
نبيعهم ..
دا كل دقيقة بتعدي
بتحرق فيكي
أو فية ..
وبيننا إتنين
بيدونا حياتهم ..
هوه أو هية
..........
كانت تكبرني بحوالي عشرة أعوام ..ساقها القدر إلي ..ورمتني المقادير على قصتها حتى إكتملت فصولها ..وكم كانت
كانت تكبرني بحوالي عشرة أعوام ..ساقها القدر إلي ..ورمتني المقادير على قصتها حتى إكتملت فصولها ..وكم كانت
قاسية ومؤلمة ..تصادقنا ..و تطورت صداقتنا فطلبت أن تراني ..وكنت أنا وهي مغتربان في ذلك الوقت مدينة
ساحلية ..قابلتها ..وأدهشني ما رئيت ..فلقد كانت تبدو من سني على غير الحقيقة ..هادئة ..وقورة
حالمة ..رقيقة ..كلماتها مثل عزف الموسيقى ..تعلقت بي أكثر ..وتعلقت بها بدوري وأنا لا أشعر بما يخبئه لنا القدر ..وتتعدد
لقائاتنا ..فإذا بالحب يربط ما بين قلبينا..وذات مساء هاتفتني قائلة ..أريد أن أراك الآن ..أرجوك ..لا تتأخر ..وذهبت إليها
مسرعا ..فإذا بها تبكي ..سألتها ..مايبكيك ..أريد أن أطلب منك طلبا ..أن تعدني بألا نتقابل بعد الآن ..آسفة .. أنا أخفيت
عليك ..أنا مرتبطة ..ولي إبنة شابة في الثامنة عشر ..ولقد أخفيت عليك لأني أحبك ..وأعلم أنني خدعتك
فسامحني ..وكانت مفاجأة قاسية جدا ..قلت لها وكيف هان عليك من ترتبطين به ..وكيف جعلتيني أنصرف عن خطيبتي من
أجلك ..ماذنبه وذنبها ..قالت لم أكن أدري بما أفعل ..زوجي رجل وقور شخصية عظيمة ..عطاء وذو هيبة وأنا لا
أستحقه ..والآن يجب أن أذهب ولكن أرجوك أن تسامحني وتعدني بألا تبكي لرحيلي ..أرجوك ..فتماسكت وقلت لها ..أنا لن
أبدا على إنسانة خدعتني بل وقتلتني ..قالت إذا فانظر في عيني علها تكون النظرة الأخيرة بيني وبين
حبيبي ..ونظرت في عينيها..وإذا بالدموع تنفجر من عيني بغزارة لتغمر المائدة التي كنا نجلس عليها وتكاد تغمر الموائد
القريبة والبعيدة ..وتمر اللحظات وقد إنخرطنا في بكاء عنيف وإنهرنا تماما والناس يحيطون بنا ..يشفقون ويأسفون لما أصابنا
ولهذا المشهد القاسي الصعب ..قالت أرجوك أن تنساني ..قلت نعم سأنساكي فأنت لاتستحقين أن أتذكرك ..لقد كرهتك
وكرهت اللحظة التي عرفتك فيها لن تريني بعد الآن أبدا ..وإنصرفت وقد تحول حزني إلى غضب شديد يكاد يدمر كل
شيئ ..وتمر الأيام وإذا بها تهاتفني وتسمعني هذه الأبيات من أغنية لأم كلثوم ..
ملأت لي درب الهوى بهجة ..
كالنور ..في وجنة صبح ندي
وكنت إن أحسست بي شقوة ..
تبكي كطفل خائف مجهد
وبعدما أغويتني لم أجد
إلا سرابا عالقا في يدي ..
لم أجني منه ..غير طيف
سرى ..غاب عن عيني
ولم أهتدي
فقلت لها ..لوسمحتي لاتتصلي بي مرة أخرى ..بل أرجوك يامريم ..ودعيني بهذا الجرح الذي أدماني وحطم قلبي ..قالت
باكية ..أعدك ياشادي ..أعدك ..لن تراني مرة أخرى ..وأغلقت الهاتف ..وبعد عدة أيام أتلقى إتصالا من رقم غريب ..فإذا
بصوت يخنقه البكاء ويصرخ بإنفعال شديد في أذني ..شادي ..أرجوك أدرك ماما ..إن ماما تحتضر ..تموت من أجلك ..أرجوك
أحضر الآن وإلا سأنهي حياتي أنا الأخرى..وإنطلقت مسرعا من ذاك المكان وأنا لا أدري إلي أين أذهب فهي لم تذكر
عنوانا ..وزاد بي الحزن والخوف والندم على ما صدر مني وجرحي لها بكل قسوة وتعسف ولم أقدر موقغها وظروفها ومدى
آلامها وجراحها ..وصادفني بحر ..فهممت بأن ألقي نفسي فيه لأستريح من ذلك الحزن والندم العاصف المدمر ..ولكنني
خشيت الله ..ويأتيني إتصال آخر فإذا بإبنتها تكلمني مرة أخرى وتعطيني لرجل كان صوته حزين جدا ..شادي ..لوسمحت
إحضر الآن ..أرجوك أدركنا ..وأعطاني عنوان المستشفى ..وذهبت ..فوصلت في آخر لحظة لأجدها تنظر إلى الباب بذهول
وترقب وذلك الرجل ..الذي كان شريكا لحياتها يبكي في إنهيار ..أمسكت يديها وقلت لها باكيا ..مريم ..أرجوك يامريم
لاترحلي ..لقد جئت يامريم ولن أتركك مرة أخرى فلا ترحلي ..مريم ..انا لم اكرهك ..لقد كنت غاضبا ولا أدري ما أقول وأنا
الآن بين يديك..فقبضت على يدي بقوة وعنف ..ثم فاضت روحها ..ووجدت نفسي وذلك الرجل العظيم كريم الأخلاق نبكي
في أحضان بعضنا البعض ..وأفقد وعيي لأصحو بعدها فلا أجدها ولا أعرف أين دفنت ..وأقرر بعدها الرجوع إلي مدينتي
تلاحقني ذكرياتي معها وأحزاني وأسفي وندمي ..وترحل تلك المرأة والزوجة الوفية وما أرادت أن تخدعني ..ويكبر ذلك الزوج
في نظري وقد تفهم الموقف ولم يحكم عليها حكما بغضب أو سوء ظن ..بل عذرها ووقف إلى جانبها حتى آخر لحظة..سلام
عليها حيث كانت ولها مني كل التقدير والإحترام والوفاء
محمدعبدالرحيم ..شادي
تعليقات
إرسال تعليق