عَلَى هَامِشِ المَشْهَدِ السِّيَاسِيِّ ( للشاعر يوسف الحمله )
عَلَى هَامِشِ المَشْهَدِ السِّيَاسِيِّ ( للشاعر يوسف الحمله )
(1)
السُّلْطَانُ........
وَمِنْ قَدِيمِ الزَّمَانِ
إِذَا مَا دَخَلَا السُّلْطَانِ
وَقَفَوَا الكَهَنَةِ فِي اِنْحِنَاءٍ
عَادَةً سَيِّئَةٌ جِدًّا
جَعَلْتُ السُّلْطَانَ يُصَدِّقُ نَفْسَهِ
حَتَّى قَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى
(2)
الكَهَنَةُ..........
وَعِنْدَمَا خُرْتُ قَوِي السُّلْطَانَ
إسْتَأسِدُوُا عَلَيْهِ جَمِيعًا
وَرَاحُو يَبْحَثُونَ بِكُلِّ مَكَانٍ
حَتَّى رَدُّوهُ صَرِيعًا
وَبَانَتْ أَخْلَاقُهِمْ الرَّدِيئَةُ
فَعِنْدَمَا فَاضَتْ رُوحِهِ
بَالَوْا عَلَى جَسَدِهِ جَمِيعًا !!
(3)
المُتَشَدِّقُونَ.........
وَهَا قَدْ مَاتَ مَنْ كَانَ
لَا يَرُدُّ لَهُ كَلَمِّهْ
وَلَا يَتَفَوَّهُ أَمَامَهِ إِنْسَانٌ
فَ عُلَا صَوْتُ الجُرْذَانِ
وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الخَرَابَ
فَهَاجَ مَنْ هَاجَ
وَزَادَ الإعْوِجَاجَ
وَوَقَفَتْ النِّعَاجَ
فِي وَجْهِ الخِرَافِ
حَتَّى أَعْلَنَتْ الاِنْسِحَابَ
(4)
المُهَرْوِلٌونَ .........
وَلَقَدْ أَبِي المُهَرْوِلٌونَ
نَعْتُهُمْ بالهَرِوَلةِ
فَكُمٌّ تَمَنَّوْا لَوْ حَذَفَتْ
تِلْكَ الكَلِمَةُ
مِنْ مَعاجِمُ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةْ
وَلَكِنَّهَا دَوَّنَتْ وُوثِقَتْ
حَتَّى تَظَلَّ أَبَدَ الدَهْرِ
شَوْكَهُ فِي أَعْنَاقِهُمْ
كُلَّمَا زَادُوا فِي العُوَاءِ
شَعَرُوا بِهَا
فَ عَادُوا خَاسِئِينَ
مُنْكَبَّيْنَ عَلَى وُجُوهِهُمْ
(5)
الصَّامِتُونَ.........
وَعِنْدَمَا خَوَتْ البُطُونُ
وَعَلَّا صُرَاخٌ الصِّغَارَ
وَتَفَشَّى الفَسَادِ بِالبِلَادِ
اِنْتَفَضُوا الصَّامِتُونَ
لَيَلْعَنُونَ الصَّمْتُ
وَيَتَّجِهُونَ نَحْوَ القَصْرِ
حَامِلَيْنَ الأَوَانِي الخَاوِيَةُ
لَيَضْرِبُونَ عَلَيْهَا گ الدُّفُوفُ
وَيِقُولُون لِلسُّلْطَانِ لَا ثُمَّ لَا
وَيَهْدِمُونَ صَمْتًا
ظَلَّ قُرُونًا وَقُرُونٌ!!!
(6)
المُعَارِضُونَ........
وَكَانُوا عَلَى الحَقِّ مَعًا
وَكَانَتْ تَخْشَاهُمْ الأُمَمُ
وَلَكِنَّهُمْ اِسْتَمَعُوا لَامِعَةٌ
فَصَارُوا گ أَكْلِي الرِمَمُ
يَنْهَشُونَ فِي الأَعْرَاضِ
مِـنْ أَجْـلِ الاِعْــتِرَاضِ
حَتَّى أَصْبَحُوا مَنْبُوذِينَ
فِي بَلَدِ الهَرَمِ!!!
وَإِذَا مَا ثَارُوا
شُبِّهَتْ ثَوْرَتُهُمْ "بِالزَوْبَعَةٌ"
(7)
المُغَيَّبُونَ ..........
وَمِنْ شُرْبِ الخَمْرِ
إِلَيَّ شُرْبَ الدِّمَاءِ
وَقَطَفَ الغُصُونَ!!
وَإِذَا نَاقَشَتْ أَحَدُهُمْ
قَالَ لَكَ
إِنَّهُمْ الْمُتَطَهِّرُوُنَ
وَنَحْنُ المُذْنِبُونَ
فَفِي شِرَعِهِمْ
قَتَّلْنَا حَرَقْنَا
ذَبَّحْنَا جِلْدَنَا
بِأَقَلَّ الأَمْوَالُ
حَـلَالًا حَـلَالٌ
يُفَجِّرُونَ الكَنِيسَةَ
وَيُفَجِّرُونَ المَسْجِدَ
وَلِلشَّيْطَانِ يَسْجُدُونَ !!!
(8)
الثَّائِرُونَ ........
فِي بِلَادٍ العَرَبُ عَادُوا نِيَامَ
تَأْرِيخً وَمَجْدً مُذْدَهِرْ
وَلَكِنْهُ
مُتَكَدِسً فِي عُلَبِ الأَفْلَامِ
يَقْتَدِي الثَّائِرُونَ بِهِمْ "نَعَمْ"
وَلَكِنَّهُمْ صَارُوا خَلْفَ الإِعْلَامِ
فَصَارُوا كالأنِعَامَ
فَكَيْفَ يُعَادُوا لَنَا مَجْدَنَا
وَكَيْفَ يُعَادُوا لَنَا عِزَّنَا
وَنَحْنُ اِرْتَضَيْنَا بِقَصْفِ الأَقْلَامِ
وَإِذَا مَا ثَوْرُنَا اُقْتُلِعْنَا نِظَامَ
فَيَا أَيُّهَا الشَّعْبُ المُهَانُ
فِي قَتَاتَ طَعَامُهُ
إِمَّا أَنْ تَثُورَ عَلَى الظُّلْمِ وَالبُغَاءُ
وَإِمَّا أَنْ تَظَلَّ تُعَلِّقُ أَحْذِيَةَ الحُكَّامَ
وَلَا سَلاَمَ
عَلَى مَنْ اِرْتَضَى بِذَاكَ الطَّعَامَ
لَا سَلاَمَ لَا سَلاَمَ
(9)
المُسْتَغِلُّونَ ......
وَإِذَا مَا أَتَتْ الأَزَمَاتُ
ظَهَرَتْ وُجُوهٌ المُسْتَغِلُّونَ
لَيَرْفَعُونَ الثَّمَنُ
فِي غِيَابٍ المَسْؤُولُونَ
وَالضَّمِيرُ
لَا عَنْهِ شَيْئًا يَعْرِفُونَ
وَلَا عَنْهِ حَتَّى يَسْمَعُونَ
الكُلُّ يَفْعَلُ مَا يَشَاءْ
وَبَيْنَمَا الأَزَمَاتُ
تَتَفَاقَمُ فِي الخَفَاءْ
فَفِي الأَزَمَاتِ
مَا أَكْثَرُهُمْ المُسْتَفِيدُونَ
(وَأَخِيرًا الإِعْلَامِيُّونَ)
وَبِلَا تَخَصُّصٌ يَتَحَدَّثُونَ
وَكَانَهَمٍّ
فِي كُلِّ شَيْءٍ يُفَهِّمُونَ
يُزَيِّفُونَ الحَقَّ بِالبَاطِلِ
مِنْ أَجْلِ الأَمْوَالِ
وَيَجِدُونَ مِنْ لَهُمْ يُنْصِتُونَ
فَيُمْلَؤُونَ الشَّوَارِعَ ضَجِيجًا
وَإِذَا مَا عَلَا صَوْتُ الجَلَّادِ
عَادُوا لِيَتَّهِمُوا الشَّعْبَ بِالنِّفَاقِ !!
وَمَا كَانَ عَلَى الشَّعْبِ الاِنْسِيَاقِ
وَلَوْ كَانَتْ العُلُومُ سَائِدَا
لَاِنْتَبَهَا الشَّعْب قَبْلَ الاِنْزِلَاقِ
وَلَكِنَّ غِيَابُ الوَعْيِ
سَيَظَلُّ حَلَقَةَ الْوَصِل الخَبِيثَةَ
بَيْنَ الشَّعْبِ وَبَيْنَ الإِعْلَامِيُّونَ
وَلَا عَزَاءً فِي الْأفَّاكُونَ ،،،،،،،،
( المتشدق،، الذي يتطاول على الناس في الكلام )
عَلَى هَامِشِ المَشْهَدِ السِّيَاسِيِّ
بقلم الشاعر يوسف الحمله
10/1/2017
تعليقات
إرسال تعليق