قُصِفَتْ دِمَشْقُ (للشاعر يوسف الحمله) من بحر الكامل
قُصِفَتْ دِمَشْقُ (للشاعر يوسف الحمله)
من بحر الكامل
قُصِفَتْ دِمَشْقُ... فَمَنْ يُجِيبُ نِدَاءَهَا؟
وَالنَّارُ تَسْكُنُ فِي الـرُّبَـى وَالـدَّمُّ صَبْ
قَـصْـفٌ كَـأَنَّ الـغَـيْـبَ يَـكْــتُــبُ سِرَّهُ
وَالعُرْبُ صَمْتٌ، لَيْسَ فِيهِمْ مَـنْ يَهُبْ
مَــنْ ذَا يُـفَسِّرُ أَيَّ ذَنْــبٍ قَـــدْ جَــرَى؟
شَعْـبٌ يُــحَـاصِـرُهُ الـدَّمَـارُ وَيَنْتَحِبْ؟
هَذِي سُيُـوفُ الـبَـغْـيِ فِي أَجْـنَـادِهِمْ
تَسْتَـعْـرِضُ السِّحْرَ المُدَجَّجَ بِالغَضَبْ
وَغُـدَاةَ تُـقْـتَـلُ فِـي الـمَشَافِـي طِفْلَةٌ
لَمْ تَسْتَطِبْ نَومًا، وَلَمْ تَخْشَ السُّحُبْ
هَــلْ كَـانَ مِــيــلَادُ السَّلَامِ خُــرَافَــةً؟
أَمْ أَنَّـهُـمْ حِـيــنَ ابْتَغَوْهُ، أَتَوا العَطَبْ؟
مِـنْ بَــيــنَ نَــازِحَـــةٍ تَـئِـنُّ بِـكَـهْـلِـهَـا
وَالشَّيْبُ فِي عَيْنِ الرَّضِيعِ قَدِ انْسَكَبْ
هِـيَ ذِي الشَّآمُ تُــذَادُ عَـنْ أَحْـلَامِـهَـا
وَتُسَاقُ نَـحْـوَ الْمَـوْتِ يَـكْـتُـبُـهُ العَرَبْ
مَـا كَـانَ ذَنْـبُ الـطِّـفْـلِ حَتَّى يَكْتَوِي
بِـالـجُـوعِ وَالقَهْرِ الَّـذِي فَـاقَ العَجَبْ
مَـنْ ذَا أَصَـابَ بِـقَـصْـفِـهِ أَعْـصَـابَـنَـا؟
مَا كَانَ يَضْرِبُ فِي الجُذُوعِ لِيَنْسَحِبْ
قَـدْ كَـانَ يُـرْجَـى أَنْ تَـصِـيـحَ ضَمَائِرٌ
لَـكِـنَّ صَـوْتَ القَهْرِ لَـمْ يَـعُـدِ الحَطَبْ
مِنْ بَـيـنَ سَاكِـتِـهِـمْ تَـخَـبَّـطَ فِكْرُهُمْ
وَالبَعْضُ فِي وَجْهِ الطُّغَاةِ قَدِ انْسَحَبْ
مَنْ صَادَرَ الـحَـقَّ الْـمُـقَـدَّسَ عِـنْـدَنَـا؟
مَـنْ رَاوَغَ الْـحَـقَّ الجَلِيَّ وَمَـنْ هَرَبْ؟
مَـاذَا بَـقَـى لِـلــصَّــامِــتِــيــنَ بِــذِلَّـةٍ؟
هَـلْ صَـارَ صَـمْـتُـهُـمُ لِأَعْدَائِي طَرَبْ؟
مَـنْ يَـحْـمِـلُ الـجُـرْحَ الكَـبِـيـرَ كَـأَنَّـهُ
وَطَـنٌ يُفَاخِرُ فِي الضِّيَاعِ وَلَـمْ يَعِبْ
إِنْ لَـمْ نَفِقْ مِنْ سَكْرَةِ التَّطْبِيعِ... مَنْ
يَـرْجُـو لَـنَـا أَمَــلًا سَتَـلـفِـظُـهُ الكُتُبْ؟
قَـدْ نَـسْتَـمِـدُّ الـنُّـورَ مِـنْ ظُـلُـمَـاتِـنَـا
إِنْ كَـانَ فِي الأَرْوَاحِ مَــا زَالَ اللَّهَبْ
مَـنْ يَسْتَـذِلُّ الـنَّـاسَ فِي أَوْطَـانِهِمْ
يَـوْمًـا سَيَأْكُـلُـهُ الْـهَـوَانُ وَيَـنْـقَـلِـبْ
مَـا مِنْ طُـغَـاةٍ دَامَ ظُـلْـمُـهُـمُ...وَمَنْ
خَانُوا الَّذِي "لَا مَـوْلِـدٍ"...أَوْ يُنْتَسَبْ
وَسَيَـصْـطَـفِـي اللَّهُ الـجُـرُوحَ لأُمَّـةٍ
زَرَعَتْ صُمُودًا، وَاحْتَسَبْنَا وَاحْتَسِبْ
وَلَـرُبَّ نَفْسٍ فِي الرَّمَادِ... تَفُورُ فِي
يَـوْمِ الـجِـرَاحِ... بِـكُـلِّ أَلْـوَانِ الأَدَبْ
قُصِفَتْ دِمَشْقُ
بقلم الشاعر يوسف الحمله
16/7/2025
تعليقات
إرسال تعليق